المعرفة التاريخية

بسم الله الرحمن الرحيم

ثانوية محمد السادس، ورزازات                                                                        

مادة الفلسفة

مستوى الثانية باك (علوم إنسانية)                                                              الموسم الدراسي: 2008-2009

فرض محروس

النص:

إننا ننتظر من التاريخ موضوعية تلائم طبيعته. لكن ما الذي  نعنيه بهذا الانتظار؟

نعني بالموضوعية، هنا، حكما يصدق على كل ما يمكن بناؤه بواسطة تفكير خاضع لمنهج، خاضع لنظام. تفكير يمكننا أن نستنتج دلالات و معاني يريد التاريخ أن يوصلها إلينا. هذه الحكم يصدق على الفيزياء و علوم البيولوجيا؛ ولكنه يصدق، أيضا، على التاريخ.

ننتظر من التاريخ أن يعرفنا بماضي المجتمعات البشرية معرفة موضوعية. غير أن هذا لايعني بأن موضوعية التاريخ هي ذات  موضوعية العلوم الحقة. هناك مستويات للموضوعية بقدر عدد المناهج الممكنة. ما ننتظره من التاريخ، بالفعل، هو أن يضيف بعدا جديدا للموضوعية. هذه الإضافة تفرض إضافة أخرى: فعلى المؤرخ أن يكون ذاتيا بمعنى محدد، و ليس بأي وجه، ذاتية تتناسب مع الموضوعية الملائمة للتاريخ.  يتعلق الأمر، هنا، بذاتية مطلوبة لتحقيق الموضوعية في المعرفة التاريخية.  لذلك، نشعر بأن هناك ذاتية سيئة و أخرى حسنة، لا يمكن الفصل بينهما إلا عبر ممارسة مهنة المؤرخ.

ليس هذا كل شيء. فنحن ننتظر أن يكون التاريخ، تحت يافطة الذاتية، تاريخ الإنسانية الذي سيساعد القارئ على أن ينشأ ذاتية رفيعة؛ ذاتية الإنسان و ليست ذاتيته التي تخصه.

إن هذا الانتظار انتظار ذو قيمة فلسفية ينقلنا من  إسقاط ذواتنا على التاريخ إلى العثور على الإنسان في التاريخ.

                                  
                                                حلل النص و ناقشه

المطلوب كتابة إنشاء فلسفي يعتمد المسار المنهجي التالي:

مقدمة يمهد فيها للموضوع ولطرح قضية النص ثم الإشكال المناسب,

عرض يتضمن مستويين: - تحليل النص و – مناقشة أطروحته بواسطة أطروحات تتفق مع خطه أو تتعارض معه و بالتصور الشخصي.

خاتمة يتم فيها تلخيص عناصر الموضوع

النص مترجم من طرف ذ, عبد السلام أولباز و هو لريكور بول