Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
فلسفة تحليل نفسي

دروس تأملات مقالات

نعي


نعي

توطئة

و أنا بصدد كتابة هذه الكلمة  لحفل تأبين المرحوم برحمة الله أخونا محمد الأناني، أستاذ مادة علوم الحياة و الأرض بثانوية محمد السادس بوارزازات المغربية، ا ستفاقت في ذهني آراء الفيلسوف الألماني نيتشه و هو يرى في  الموت انتفاء الإنسان في العدم، و في الوجود انتفاء المعنى و الجدوى و هو ما يفر منه الإنسان باستيهام إرادة الحياة عوض إرادة العدم، إرادة الحياة التي تمثل عند شوبنهاور أساس هوية الإنسان و أساس كل معاناته و بؤسه,,, و في استيقاظها تساءلت، و أنا أرى جثمان المرحوم يوارى الثرى هل يمكن أن يكون الموت انتفاء للحياة أم أن الموت هو بداية الحياة الأبدية التي لا تقبل التحول و لا الصيرورة؟

نص الكلمة:

تبدأ الحكاية بنطفة و رحم يتعانقان. تتهادى الحكاية استهلالا و تأفل بنعي.  أفي النعي بشارة أم في النعي نعي؟ تتجافى الكلمات في العبارة جفاءها في الحكاية.

حياتنا نص الحكاية. نحن شخوص الحكاية. أحداث الحكاية تترامى في تفاصيل أفراحنا و تقاطيع أحزاننا، في بدايات أحلامنا و نهايات دروبنا. فضاء الحكاية خطواتنا المتجهة للنهاية و زمانها معبرنا نحو احتضار الإنسان  في  انكدار  النجوم و انطواء الكتاب. فهل الحكاية خرافة  ما دام الموت منتهى الحكاية أم أن الموت هو مبتدأ الحكاية؟

تمر الجنازات مارقة في الحكاية, و اقف شاهدا  أسرد مجرياتها ناعيا من في الجنازات في انتظار الباقين بعدي ليسردوا  موتي في الجنازة. هنا يتبدى السؤال كيف يستقيم المعنى في ما قبل نهاية الحكاية أم عند الرمس يندثر المعنى و تقف الحكاية؟

تنبري شهرزاد في انسياق شهريار يبيد نساء الحكاية و تحكي له ألف حكاية في ألف ليلة عساه يكف عن التعجيل بنهاية النساء  قبل انصرام الحكاية: كان قمر الزمان و كان شهريار، كان الإنس و كان الجان، كان الأقنان و كان القطاع، كان الأمير و كان السلطان....

كان و كان  و عند النهاية كان هازم اللذات و هادم الحكاية. سكتت شهرزاد عن الكلام المباح لكنها في الليلة بعد الألف ليلة لم تفق لتشهد استمرار الحكاية,

و أنا في ثنايا الحكاية، كان المرحوم في ثنايا ذات الحكاية، حكى لي عن عملية قد تؤجل النهاية، عن السفر و عن النزل، عن زوجته و عن بنيه..... كان يشكو ألم الفراق و أذواء الدواء،  كان  يشعر بدنو النهاية, كذلك قالت لي دموع انسكبت عنوة من مقلتيه.

فهل في الموت يختفي معنى الحكاية أم في بعد الموت ينبعث الجدوى من الحكاية؟

الموت سيدي سيدتي بعد لا تتناهى فيه الدلالة و لا تنقضي في سكونه الحكاية.

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article