Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

(كتابة الإنشاء الفلسفي( صيغة السؤال

 

 

 


السؤال الإشكالي  :

 

هل البداهة    معيار الحقيقة؟

 

أولا، في قراءة السؤال:

1-             تفكيك البنية اللغوية للسؤال:

 

صيغة الاستفهام " هل" تفرض جوابا يتراوح بين احتمالات مختلفة،

البداهة تدل على الفكرة الواضحة و البينة التي لا تحتمل الشك أو الظن؛

معيار الشيء أي ما به يقاس أو يقوم.

الحقيقة: هي كل معرفة تطابق ما هو موجود، و هي في تعريف ديكارت كل معرفة تتسم بالوضوح و  البداهة.

 

استنتاج: يطرح السؤال موضوع معيار الحقيقة و هل تشكل البداهة معيارا لها

 

2-             في تأطير السؤال:

المجزوءة: المعرفة

المفهوم: الحقيقة

المحور: معيار الحقيقة

3-             في بناء إشكال القضية:

القضية: معيار الحقيقة

احتمالات حل القضية:

1- إما أن البداهة معيار للحقيقة تطلب بالحدس العقلي و الاستنباط المنطقي؛

2- و إما أن الحقيقة واضحة بذاتها لا تحتاج إلى دليل أو برهان؛

3- و إما أن الحقيقة ما يثبثه العلم بمناهجه في الاستقراء و الاستدلال.

التساؤل: بأي معنى تمثل البداهة معيار الحقيقة؟ هل البداهة تطلب بالحدس العقلي و الاستنباط المنطقي أم هي الحقيقة الواضحة بذاتها أم هي ما يبرهن عليه العلم و يستدل عليه؟

ثالثا، في تحليل السؤال:

( تستثمر عناصر القراءة في هذه المرحلة)

 

مثال: يتناول السؤال قضية معيار الحقيقة ومتسائلا عن البداهة كمعيار ممكن و هو ما تقتضيه أداة الاستفهام "هل" التي تفرض أن يأتي الجواب متراوحا بين النفي و الإثبات، أي، في حالة هذا السؤال، إثبات البداهة معيارا للحقيقة أو نفيها... و ينبني السؤال، مفاهيميا، على مفهومي البداهة وتعني الفكرة... الواضحة و البينة التي لا تحتمل الشك أو الظن و الحقيقة و هي المعرفة المطابقة لما هو موجود أوهي المعرفة الواضحة و المتميزة، كما يعرفها ديكارت. و العلاقة بينهما يحددها لفظ المعيار إذ الحقيقة يمكن أن تكون البداهة معيارها.

 

رابعا، في مناقشة قضية معيار الحقيقة

 

أ-، أطروحة ديكارت (رونيه):

 

 يعرف ديكارت الحقيقة بأنها المعرفة اليقينية، الجلية الواضحة التي تصمد أمام تجربة الشك، أي كل معرفة يمكن بناؤها بالحدس العقلي و الاستدلال عليها بالاستنباط المنطقي. فالبداهة، إذن، هي معيار الحقيقة عند ديكارت.

مثال: الكوجيطو الديكارتي: إن وجود الأنا، عند ديكارت، حقيقة بديهية، يستنبطها، في التأمل الأول من كتابه "التأملات" بعد تفكير اعتمد فيه على الحدس العقلي ليثبت بداهة و جود الأنا و الاستنباط المنطقي ليبين قيمة أفعال التفكير في حصول اليقين و الوعي بهذا الوجود.

 

ب-، أطروحة اسبينوزا باروخ:

 

ا

ستدل اسبينوزا على موقفه بأن الحقيقة معيار ذاتها من خلال الاستدلال التالي:

م1- تعريفه للجوهر substance " الجوهر، في تصوري، هو الموجود بذاته ويدرك من خلال ذاته"؛

م2- مفهومه عن الله". الله في تصوري، موجود مطلق وجوهر بصفات خلود تدل على حقيقته اللامتناهية؛

م3- مفهومه ل «الفكرة الصحيحة" " الفكرة الصحيحة هي المعرفة الكاملة بالشيء أو المعرفة به على أفضل صورة" أي معرفة الأشياء في ارتباطها السببي بالأشياء الأخرى وفي علاقتها بصفات الله، وهذا هو المهم، وبالقوانين المطلقة للطبيعة التي تتبع هذه الصفات مباشرة؛

أي أن المعرفة الصحيحة تعني المعرفة بالضرورة الكامنة في الطبيعة وتعبر عنها أفكار ملائمة تبرز كيف يرتبط الشيء ضرورة بصفة من صفات الله الخالدة فيه.

م4-"من طبيعة العقل أن يدرك الأشياء في ترابطها الضروري فيما بينها.

يمكن إذن أن نستنتج معيار الحقيقة عند اسبينوزا. الحقيقة هي الفكرة الصحيحة التي تلائم موضوعها تلاؤما ضروريا بمقتضى تمثل العقل الذي يدرك الموضوعات في تلازمها الضروري مع قوانين الطبيعة المنسجمة مع الصفات المطلقة للوجود الإلهي إدراكا كاملا أو على أفضل صورة. أي أن معيار الحقيقة هو ملاءمة الفكر للموضوع في حدوثه الضروري وخضوعه للطبيعة وللإرادة الإلهية المطلقة. وبالتالي فالحقيقة كلما أدركت وانكشفت للفكر على هذا النحو فهي معيار ذاتها ومعيار للخطأ.

 

استشهاد:" للحقيقة أو الفكرة الصادقة خاصيتان: أن تكون واضحة و متميزة، و أن تكون يقينية لا تقبل الشك" Baruch Spinoza, Pensées métaphysiques(1663) Ed. Garnier-Flammarion,1964,pp352-353

 

ج- في الاستنتاج

 

 يتفق كل من اسبينوزا و ديكارت في التأكيد على أن البداهة هي معيار الحقيقة و لكنهما يختلفان في تصورهما للبداهة، فبينما يعتبر ديكارت أن البداهة تطلب بالتأمل العقلي حدسا و استنباطا يرى اسبينوزا أن الحقيقة بديهية بذاتها.

 

في امتدادات القضية

 

معيار الحقيقة و معايير صدق النظريات العلمية، مثلا.

حيث أن العلم في نظرياته المختلفة غايته الحقيقة،و حيث أنه في صراع دائم ضد الخطأ. فلا بد من معايير للحقيقة في العلم، أي معايير لقبول النظريات أو رفضها.

- الحديث عن مواقف إبستيمولوجية، مثل موقف كارل بوبر و معيار قابلية الاختبار. و موقف جون تويليي و غيرهما.

في انفتاحات القضية

 

ترتبط قضية معيار الحقيقة بقضيتي الحقيقة و الرأي و قضية قيمة الحقيقة. 

يمكن إذن تقوية الموضوع بتناول الأطروحات المتناولة في مناقشة القضيتين.

 

تمرين: صغ هذه المعطيات إنشائيا

 

     

 

Retour à l'accueil

Partager cet article

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article