الإرادة ماهية الإنسان

         تعبر الإرادة عند الإنسان عن النقص الذي يلازم و جوده أي عن وجود حقيقته المعاناة. قد ينهي الإشباع ذلك النقص و لكنه لا يكفي لتجاوز معاناة الإنسان الأبدية. فمقابل أي رغبة يستوفى إشباعها تحبط العشرات. كما أن توترات الرغبة و متطلباتها لا تنتهي بينما أمد الإشباع قصير و موضوعه محدود.  فلا تكاد انتشاءتنا برغبة مشبعة تكتمل حتى تبرز رغبة أخرى تردنا إلى معاناتنا وإحباطنا الأول. إن إشباع الرغبات لا يمنح السرور الأبدي لأنه يشبه الصدقة تمنح لمتسول، تنقد حياته اليوم لتديم شقاءه لغد آخر.  هذا يفسر لماذا تلف الإرادة وعينا حيث ترهننا دوافع الرغبات طويلا، و ترهننا الأماني و التخوفات التي تولدها. و بالقدر الذي ننخرط في أسرها تمتنع في وجودنا السعادة و تغيب الراحة و يسيطر الشقاء. سواء أواصلنا الوجود أو انسحبنا، و سواء أخشينا من وقوع كارثة أو سعينا إلى متعة فإن الحال، في الحقيقة، يتشابه و يستمر قلق الإرادة في إلحاحه الأبدي... يتشابه واقع الإنسان مع الإرادة مع حال إيكسيون الذي حكمت عليه الآلهة بأن يربط بعجلة تدور به دون توقف.... و بتانتال الذي حكم عليه بأن يموت عطشا و جوعا و الماء و الفواكه من حوله لا يستطيع الاغتراف منها.

1-       أسطورة إيكسيونIxion، أسطورة يونانية تحكي عن الإله إيكسيون الذي عاقبه الإله زيوس على حبه لزوجته هيرا بأن يربط بعجلة تدور به دون توقف و إلى الأبد.

2-       Danaides، بنات دانوس اللواتي عوقبن بسكب الماء في جرة بلا قاع في الجحيم.

3-        تانتال Tanatal،ملك في الأساطير اليونانية عاقبته الآلهة بالعطش و الجوع.